أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 اخر الاخبار

مفهوم معرفة الاسلام

 الكثير من الناس يستخدمون كلمة إسلام أو "الإسلام" بشكل عام ولكن في الحقيقة هي تحمل أكثر من معنى وليس معنى واحد فقط كما يعتقد البعض. يظن الكثيرون أن الإسلام هو مجرد الديانة التي تحتوي على الأركان المعروفة والتي نزلت على النبي محمد عليه السلام منذ حوالي ألف وخمسمائة سنة ولكن لو كان الأمر كذلك لما ذكر القرآن أن الأنبياء مثل إبراهيم وموسى وغيرهم كانوا "مسلمين" مع أنهم لم يعرفوا اللغة العربية ولم يكن لديهم علم بالرسول صلى الله عليه وسلام  اوحتى بالقرآن الذي لم يكن قد نزل بعد  تعالوا لنرى معاً كيف أن لهذه الكلمة أكثر من دلالة قد لا يكون الكثيرون على دراية بها


                              تحليل جميل للمفهوم الأول لكلمة "إسلام



حيث تشير إلى أن الأركان ليس هو الجوهرة الكاملة للشيء، بل هي الأساس الذي يُبنى عليه. فكما أن أركان الإسلام ليست موجوداً في الكون، فإن أركان الإسلام هي الأسس التي يقوم بها الدين، ومع ذلك لا تمثل مجمل التجربة الإسلامية أو جوهر الإحداث.
كما توسع أيضًا في المفاهيم الأخرى لكلمة "إسلام"، مثل المعنى اللغوي المشتق من إيران "س-ل-م"، الذي عصر معاني الاستسلام والخضوع لله، وكذلك السلام، مما يعكس فعليًا روحانيًا وأخلاقيًا 


            المفهوم الثاني لكلمة إسلام هو المفهوم اللغوي" 


فكلمة "إسلام" تحمل  أكثر من معنى، إذ يمكن أن تشير إلى الإذعان والخضوع لله ، كما في قوله تعلى
📖 "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون" (البقرة:
وهنا أن الإسلام يعني الخضوع لله ومتتال  لأوامره .
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يدل "الإسلام" على تحقيق السلام ونشره في الأرض ،القاموس المحيط ،"المسلم"، و"السلام"، و"الإسلام"، والأخير"تفعيل السلام"، على اختراق صلح يصلح إصلاحًا، وسلم يسلم إسلامًا .
وهذا يساعد في تفسير قول فرعون عند غرقه:
📖 "وأنا من المسلمين" (يونس:
فهنا لا يقصد إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلام أو بأركان الإسلام، بل أنه كان يعني استسلامه لله في تلك اللحظة
وهنا ينطبق هذا المفهوم أيضًا على دعاء إبراهيم عليه السلام :
📖 "ربنا وجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
وكذلك على قول موسى عليه السلام :
📖 "وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين

 

                         المفهوم الثالث لكلمة إسلام 


هو المفهوم الجاهلي العصبي، أو ما يمكن تسميته "المفهوم اللاإسلامي"، الذي يتناقض مع تعاليم الإسلام الحقيقية. ومن أبرز مظاهره ما نراه في بعض المجتمعات من جرائم قتل تُرتكب بدعوى الدفاع عن الشرف، حيث يعتقد البعض أن من حق الزوج قتل زوجته إذا ضبطها في الخيانة، ويجد هذا التصرف دعمًا اجتماعيًا 

لكن العجيب أن القرآن الكريم تناول هذا الاحتمال بوضوح في سورة النور، وقدم حكمًا شرعيًا صريحًا يعرف بـ "الملاعنة"، وهو السبيل الوحيد الذي يمكن للزوج اللجوء إليه إذا اتهم زوجته بالزنا. ووفقًا لهذا التشريع الإلهي، لا يملك الزوج أي حق في إنزال العقوبة بنفسه، بل عليه التوجه إلى القضاء، حيث تُمنح الزوجة فرصة الدفاع عن نفسها. والأهم من ذلك، أن شهادتها وحدها تكفي لإثبات براءتها، كما جاء في قوله تعالى:

📖 "ويدرؤا  عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين" (النور: 8)

وهنا يتجلى الفرق الجوهري بين الإسلام الحقيقي القائم على العدل، والتقاليد الجاهلية المبنية على العصبية:

في المفهوم الجاهلي، يكون الرجل القاضي والجلاد في الوقت نفسه، متجاوزًا أي نظام قضائي أو ديني.
أما في الإسلام كما ورد في القرآن، فلا يُعطى الرجل هذا الحق، بل يجب عليه اللجوء إلى القضاء، ويكفي أن تؤدي الزوجة أربع شهادات بالله على براءتها لتُدرأ عنها العقوبة.
وهذا يوضح الفرق العميق بين الإسلام الذي يدعو إلى العدالة، والممارسات الجاهلية التي تُلبس ثوب الدين رغم تعارضها التام مع مبادئه.




                                     المفهوم الرابع لكلمة اسلام 

أما الشكل الرابع من "الإسلام" في هذا السياق فهو "الإسلام الراديكالي" أو المتطرف، وهو نهج يقوم على التفسير التحرفي للنصوص دون النظر إلى باقي الآيات، مما يؤدي إلى اجتزاء المعاني بما يخدم أهدافًا معينة. ويعتمد هذا المفهوم على إلغاء العمل بآيات السلام بحجة أنها منسوخة، مما يُنتج تصورًا مشوّهًا عن الدين، حيث يُختزل في الحرب والعنف وسفك الدماء.

وهنا يجدر بنا التوقف للحظة والتأمل في كيف تعبر كلمة "إسلام" عن مفاهيم متعددة، وليس مفهومًا واحدًا ثابتًا كما قد يعتقد البعض.


                                                         

                        

تعليقات