معجزات النبي موسى عليه السلام
النبي موسى عليه السلام من أعظم أنبياء الله الذين أيدهم بالمعجزات الخارقة التي خلدها القرآن الكريم. لم تكن هذه المعجزات مجرد إثبات لنبوته، بل كانت وسيلة لإنقاذ بني إسرائيل من ظلم فرعون، وإرشادهم لعبادة الله الواحد.
من بين هذه المعجزات، العصا التي تحولت إلى ثعبان مبين، حيث ألقاها موسى بأمر
الله فتحولت إلى ثعبان واضح. وعندما تحداه سحرة فرعون في يوم الزينة، ألقوا حبالهم وعصيهم فبدا وكأنها تتحرك، لكن عصا موسى تحولت إلى ثعبان حقيقي وابتلعت ما ألقوه، فآمن السحرة برب موسى وهارون رغم تهديدات فرعون. هذه المعجزة تبين أن قدرة الله تفوق أي سحر وخداع، وأن الإيمان الصادق يجعل الإنسان يقف في وجه الظلم.
كذلك، من معجزاته اليد البيضاء، حيث كان إذا أدخل يده في جيبه وأخرجها، أضاءت بيضاء للناظرين دون أي مرض. كانت هذه علامة أخرى على صدق رسالته، وتذكرنا بأن الإيمان لا يعتمد فقط على الأدلة الحسية، بل على العقل والقلب معًا.
أما شق البحر فكان من أعظم المعجزات، إذ أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر فانفلق إلى نصفين، ليعبر بنو إسرائيل بسلام، ثم عاد البحر إلى طبيعته ليغرق فرعون وجنوده. هذا الحدث يعلمنا أن نصر الله قادم مهما بلغت قوة الظالم، وأن الثقة بالله طريق النجاة.
وفي الصحراء، عندما عطش بنو إسرائيل، أوحى الله إلى موسى أن يضرب الحجر بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، لكل سبط ماءه الخاص. وهذا يوضح أن الله يرزق عباده بطرق لا تخطر على بالهم، وأن الماء نعمة عظيمة يجب الحفاظ عليها وشكر الله عليها.
كما أن الله أنزل على بني إسرائيل المنّ والسلوى، فكان المنّ طعامًا حلوًا يتساقط عليهم، والسلوى طيرًا يمكنهم أكله بسهولة. ورغم هذا، لم يسلموا من التذمر، مما يعلمنا أن الشكر على النعم يزيدها، بينما الجحود قد يؤدي إلى زوالها.
معجزات موسى عليه السلام تظهر عظمة الله وقدرته في نصرة أنبيائه وإظهار الحق. وتحمل في طياتها دروسًا عن الإيمان، التوكل، الصبر على الابتلاءات، وعدم الاغترار بالقوى الظالمة، فالله قادر على تغيير الأمور بلحظة. التأمل في هذه المعجزات يجعلنا ندرك أن الإيمان والثقة بالله هما مفتاح النجاة، وأن نصر الله قريب لكل من يتمسك بدينه ويصبر.